لعل من اكبر الاسباب التى تقف وراء تخلف الرياضة بشكل عام فى بلاد السودان هو التهميش لها
وعدم الصرف عليها والرعاية الكافية فى هذا الجانب الحيوي الذى يعكس عن ثقافة الشعوب.والرياضة
قد اصبحت فى حد ذاتها دبلوماسية من غير وزارة وكم شهدنا من دول كان للرياضة الباع الاكبر فى ربط
العلائق ونسيان الماضى فيما يتعلق بحروب او غيرها من المشاكل التى تنشئ بين معظم الدول.وهذا ما
له ولها من اهمية راسخة.وفى العالم اصبحت الرياضة احد ركايز الاقتصادات بغض النظر عن الموارد
الاخرى والبرازيل الى وقت قريب كانت تعتمد بشكل كلى على ما تجنيه من فرقها وما تجنيه لها الاخرى
من عملة صعبة.لذلك لن يتطور هذا القطاع الا بالدعم والمواكبة لما يدور ويحدث من حولنا.لان كل
شيئ قد اصبح صناعة فى يومنا هذا والرياضة ليست بمناى عن بقية الصناعات الاخرى.ولكن المتابع
لبعض الدور الذى تقوم به وزارة الشباب والرياضة عندنا قد يلمس من الوهلة الاولى بانه لا يوجد اي نوع
من انواع الدعم بل والانكى من ذلك كله هو عدم الاهتمام بفئة الشباب وما عليها.لان الرياضة ليست بالشعارات
تصل الدول الى المقدمة.وقد لاحنا ونلاحظ كيف اصبحت دولة جامايكا فى الطليعة وللعلم فان هذه الدولة
لا تملك بترولا ولا ثروة زراعية ولا غيره مما نمتلكه نحن وبقية من يجاورنا.ولكن هذا لم يات عن فراغ
وانما اتى بالانتباه الى هذا الجانب الحيوي والهام وهم الشباب والاشبال والناشئين..وهؤلاء هم من يرفعون
علم بلادنا ويجعلوه مرفرفا فى فضاءات دول العالم الاخرى اذا ما سلطت الاضواء عليهم ومنحوا مزيدا
من الاولوية.فلا يجوز ان نتركهم وهم يجتهدون على ما تجود لهم به امكانياتهم المحدودة دون تقديم العون
لهم.ويا وزارة الشباب والرياضة انتبهوا فالشعوب من حولنا تتقدم ليس فى التكنلوجيا وحدها وانما حتى فى
الرياضة اصبح لها شان.وكم شهدنا فى الفترة الماضية من اخفاقات وكلها بسبب عدم الرعاية الكافية.ولعل
العداء السودانى العالمى كااكى هو اقرب الامثلة الحية وقد فقد الرجل كل ما توصل اليه فى هذا المجال
بعدما كان رقما قياسيا عالميا..فالى متى ونحن نتطلع الى اللعبة الحلوة دون ان نمد الى من هم الاولى
بحق الدعم..نتمنى ان نرى قريبا علمنا يرفرف مرة اخرى فى جميع بلدان العالم وان تكون الرياضة هى
السودان الحقيقي بعيدا عن الحروب والاقتتال.وكلما يذكر اسم بلدنا يكون باسم عداء او فريق كورة له
وزنه بين الاندية وان تجد الرياضة شيئا ولو قليلا من الدعم..والسودان بلد معطاء ويوجد به خيرة الشباب
الاكفاء الذين من هم الان موجودون فى كافة ضروب الرياضة ومن هم ينتظر دوره حتى يثبت بانه فعلا
يحمل فى قبله شيئين لا ثالث لهما وهما ..حبه لرياضته ومن ثم بلده اولا واخيرا..وبالله التوفيق.